قَالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (٢٧).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَجْزُومًا عَطْفًا عَلَى الْفِعْلِ الْأَوَّلِ، وَأَنْ يَكُونَ نَصْبًا عَلَى الْجَوَابِ بِالْوَاوِ.
قَالَ تَعَالَى: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (٣٠).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَإِذْ يَمْكُرُ) : هُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى: (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ).
قَالَ تَعَالَى: (وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) (٣٢).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (هُوَ الْحَقَّ) : الْقِرَاءَةُ الْمَشْهُورَةُ بِالنَّصْبِ، وَ «هُوَ» هَاهُنَا فَصْلٌ.
وَيُقْرَأُ بِالرَّفْعِ عَلَى أَنَّ «هُوَ» مُبْتَدَأٌ، وَالْحَقُّ خَبَرُهُ، وَالْجُمْلَةُ خَبَرُ كَانَ.
وَ (مِنْ عِنْدِكَ) : حَالٌ مِنْ مَعْنَى الْحَقِّ؛ أَيِ: الثَّابِتِ مِنْ عِنْدِكَ.
(مِنَ السَّمَاءِ) : يَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بَأَمْطَرَ، وَأَنْ يَكُونَ صِفَةً لِحِجَارَةٍ.
قَالَ تَعَالَى: (وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) (٣٤).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ) : أَيْ: فِي أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ، فَهُوَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ، أَوْ جَرٍّ عَلَى الِاخْتِلَافِ. وَقِيلَ: هُوَ حَالٌ، وَهُوَ بَعِيدٌ؛ لِأَنَّ «أَنْ» تُخَلِّصَ الْفِعْلَ لِلِاسْتِقْبَالِ.
قَالَ تَعَالَى: (وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) (٣٥).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ) : الْجُمْهُورُ عَلَى رَفْعِ الصَّلَاةِ وَنَصْبِ الْمُكَاءِ، وَهُوَ ظَاهِرٌ.
وَقَرَأَ الْأَعْمَشُ بِالْعَكْسِ، وَهِيَ ضَعِيفَةٌ، وَوَجْهُهَا أَنَّ الْمُكَاءَ وَالصَّلَاةَ مَصْدَرَانِ،