قَوْلُهُ تَعَالَى: (أَنْ آمِنُوا) : أَيْ آمِنُوا؛ وَالتَّقْدِيرُ: يُقَالُ فِيهَا آمِنُوا. وَقِيلَ: إِنَّ هُنَا مَصْدَرِيَّةٌ؛ تَقْدِيرُهُ: أُنْزِلَتْ بِأَنْ آمِنُوا؛ أَيْ: بِالْإِيمَانِ.
قَالَ تَعَالَى: (رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ) (٨٧).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مَعَ الْخَوَالِفِ) : هُوَ جَمْعُ خَالِفَةٍ، وَهِيَ الْمَرْأَةُ، وَقَدْ يُقَالُ لِلرَّجُلِ خَالِفٌ وَخَالِفَةٌ، وَلَا يُجْمَعُ الْمُذَكَّرُ عَلَى خَوَالِفَ.
قَالَ تَعَالَى: (وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (٩٠).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ) : يُقْرَأُ عَلَى وُجُوهٍ كَثِيرَةٍ، قَدْ ذَكَرْنَاهَا فِي قَوْلِهِ: (بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ) [الْأَنْفَالِ: ٩].
قَالَ تَعَالَى: (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٩١).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِذَا نَصَحُوا) : الْعَامِلُ فِيهِ مَعْنَى الْكَلَامِ؛ أَيْ: لَا يَخْرُجُونَ حِينَئِذٍ.
قَالَ تَعَالَى: (وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ) (٩٢).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَلَا عَلَى الَّذِينَ) : هُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى الضُّعَفَاءِ، فَيَدْخُلُ فِي خَبَرِ لَيْسَ، وَإِنْ شِئْتَ عَطَفْتَهُ عَلَى الْمُحْسِنِينَ، فَيَكُونُ الْمُبْتَدَأُ مِنْ سَبِيلٍ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمُبْتَدَأُ مَحْذُوفًا؛ أَيْ: وَلَا عَلَى الَّذِينَ... إِلَى تَمَامِ الصِّلَةِ حَرَجٌ أَوْ سَبِيلٌ، وَجَوَابُ إِذَا: «تَوَلَّوْا»، وَفِيهِ كَلَامٌ قَدْ ذَكَرْنَاهُ عِنْدَ قَوْلِهِ: (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا) [آلِ عِمْرَانَ: ٣٧].