وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ) : أَيْ وَقَدَّرَ لَهُ، فَحَذَفَ حَرْفَ الْجَرِّ. وَقِيلَ التَّقْدِيرُ: قَدَّرَهُ ذَا مَنَازِلَ. «وَقَدَّرَ» عَلَى هَذَا مُتَعَدِّيَةٌ إِلَى مَفْعُولَيْنِ ; لِأَنَّ مَعْنَاهُ جَعَلَ وَصَيَّرَ.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ قَدَّرَ مُتَعَدِّيًا إِلَى وَاحِدٍ بِمَعْنَى خَلَقَ. وَمَنَازِلَ: حَالٌ، أَيْ مُنْتَقِلًا.
قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (٧) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٨)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ) : خَبَرُ إِنَّ: (أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ) ; فَأُولَئِكَ مُبْتَدَأٌ، وَمَأْوَاهُمْ مُبْتَدَأٌ ثَانٍ، وَالنَّارُ خَبَرُهُ، وَالْجُمْلَةُ خَبَرُ أُولَئِكَ. (بِمَا كَانُوا) : الْبَاءُ مُتَعَلِّقَةٌ بِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ دَلَّ عَلَيْهِ الْكَلَامُ ; أَيْ جُوزُوا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ.
قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٩)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُسْتَأَنَفًا، وَأَنْ يَكُونَ حَالًا مِنْ ضَمِيرِ الْمَفْعُولِ فِي يَهْدِيهِمْ. وَالْمَعْنَى: يَهْدِيهِمْ فِي الْجَنَّةِ إِلَى مُرَادَاتِهِمْ فِي هَذِهِ الْحَالِ.
(فِي جَنَّاتِ) : يَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِتَجْرِي، وَأَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الْأَنْهَارِ، وَأَنْ يَكُونَ مُتَعَلِّقًا بِيَهْدِي، وَأَنْ يَكُونَ حَالًا مِنْ ضَمِيرِ الْمَفْعُولِ فِي يَهْدِي، وَأَنْ يَكُونَ خَبَرًا ثَانِيًا لِإِنَّ.
قَالَ تَعَالَى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٠)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (دَعْوَاهُمْ) : مُبْتَدَأٌ. (سُبْحَانَكَ) : مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ، وَهُوَ تَفْسِيرُ الدَّعْوَى ; لِأَنَّ الْمَعْنَى: قَوْلُهُمْ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ. وَ: (فِيهَا) : مُتَعَلِّقٌ بِتَحِيَّةٍ. (أَنِ الْحَمْدُ) : أَنْ مُخَفَّفَةٌ مِنَ الثَّقِيلَةِ.