وَيُقْرَأُ يَثْنَوْنِي مِثْلَ يَعْشَوْشِبُ، وَهُوَ يَفْعَوْعِلُ، مِنْ ثَنَيْتُ، وَالصُّدُورُ فَاعِلٌ.
وَيُقْرَأُ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ بِحَذْفِ الْيَاءِ الْأَخِيرَةِ تَخْفِيفًا لِطُولِ الْكَلِمَةِ.
وَيُقْرَأُ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَالنُّونِ وَهَمْزَةٍ مَكْسُورَةٍ بَعْدَهَا نُونٌ مَرْفُوعَةٌ مُشَدَّدَةٌ، وَأَصْلُ الْكَلِمَةِ يَفْعَوْعِلُ مِنَ الثَّنْيِ، إِلَّا أَنَّهُ أَبْدَلَ الْوَاوَ الْمَكْسُورَةَ هَمْزَةً، كَمَا أُبْدِلَتْ فِي وِسَادَةٍ، فَقَالُوا إِسَادَةٍ، وَقِيلَ: أَصْلُهَا يَفْعَالُّ مِثْلُ يَحْمَارُّ، فَأُبْدِلَتِ الْأَلِفُ هَمْزَةً ; كَمَا قَالُوا: ابْيَاضَّ.
(أَلَا حِينَ) : الْعَامِلُ فِي الظَّرْفِ مَحْذُوفٌ ; أَيْ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَسْتَخْفُونَ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ظَرْفًا لِـ «يَعْلَمُ».
قَالَ تَعَالَى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (٦)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا) : مَكَانَانِ ; وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَا مَصْدَرَيْنِ ; كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:
أَلَمْ تَعْلَمْ مُسَرِّحِيَ الْقَوَافِي
أَيْ: تَسْرِيحِي.
قَالَ تَعَالَى: (وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (٨)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَلَئِنْ) : اللَّامُ لِتَوْطِئَةِ الْقَسَمِ، وَالْقَسَمُ مَحْذُوفٌ ; وَجَوَابُهُ «لَيَقُولُنَّ» [وَمِثْلُهُ] :(وَلَئِنْ أَذَقْنَا) وَجَوَابُ الْقَسَمِ (إِنَّهُ لَيَئُوسٌ) : وَسَدَّ الْقَسَمُ وَجَوَابُهُ مَسَدَّ جَوَابِ الشَّرْطِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: (أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ) : يَوْمَ ظَرْفٌ لِـ «مَصْرُوفًا» ; أَيْ لَا يُصْرَفُ عَنْهُمْ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ تَقْدِيمِ خَبَرِ لَيْسَ عَلَيْهَا. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الْعَامِلُ فِيهِ مَحْذُوفٌ دَلَّ عَلَيْهِ الْكَلَامُ ; أَيْ لَا يُصْرَفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ ; وَاسْمُ لَيْسَ مُضْمَرٌ فِيهَا ; أَيْ لَيْسَ الْعَذَابُ مَصْرُوفًا.