قَالَ تَعَالَى: (سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (٥٠)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ) : الْجُمْلَةُ حَالٌ مِنَ الْمُجْرِمِينَ، أَوْ مِنَ الضَّمِيرِ فِي «مُقَرَّنِينَ». وَالْجُمْهُورُ عَلَى جَعْلِ الْقَطِرَانِ كَلِمَةً وَاحِدَةً.
وَيُقْرَأُ «قِطْرٍ آنٍ» كَلِمَتَيْنِ، وَالْقِطْرُ: النُّحَاسُ، وَالْآنِي: الْمُتَنَاهِي الْحَرَارَةِ.
وَ
(تَغْشَى) : حَالٌ أَيْضًا.
قَالَ تَعَالَى: (لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (٥١)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (لِيَجْزِيَ) : أَيْ فَعَلْنَا ذَلِكَ لِلْجَزَاءِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِبَرَزُوا.
قَالَ تَعَالَى: (هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (٥٢)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَلِيُنْذَرُوا بِهِ) : الْمَعْنَى: الْقُرْآنُ بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِلْإِنْذَارِ، فَتَتَعَلَّقُ اللَّامُ بِالْبَلَاغِ، أَوْ بِمَحْذُوفٍ إِذَا جَعَلْتَ لِلنَّاسِ صِفَةً.
وَيَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِمَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ: وَلِيُنْذَرُوا بِهِ أُنْزِلَ أَوْ تَلِيَ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.