وَإِثْبَاتُهَا فِي الْوَقْفِ ; لِأَنَّ أَنَا كَذَلِكَ، وَالْأَلِفُ فِيهِ زَائِدَةٌ لِبَيَانِ الْحَرَكَةِ.
وَيُقْرَأُ بِإِثْبَاتِهَا فِي الْحَالَيْنِ. وَ «أَنَا» مُبْتَدَأٌ، وَ «هُوَ» مُبْتَدَأٌ ثَانٍ، وَ «اللَّهُ» : مُبْتَدَأٌ ثَالِثٌ ; وَ «رَبِّي» الْخَبَرُ، وَالْيَاءُ عَائِدَةٌ عَلَى الْمُبْتَدَأِ الْأَوَّلِ.
وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ لَكِنَّ الْمُشَدَّدَةَ الْعَامِلَةَ نَصْبًا ; إِذْ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَمْ يَقَعْ بَعْدَهَا هُوَ، لِأَنَّهُ ضَمِيرٌ مَرْفُوعٌ ; وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ اسْمُ اللَّهِ بَدَلًا مِنْ هُوَ.
قَالَ تَعَالَى: (وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (٣٩)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مَا شَاءَ اللَّهُ) : فِي «مَا» وَجْهَانِ ; أَحَدُهُمَا: هِيَ بِمَعْنَى الَّذِي، وَهِيَ مُبْتَدَأٌ وَالْخَبَرُ مَحْذُوفٌ ; أَوْ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ; أَيِ الْأَمْرُ مَا شَاءَ اللَّهُ. وَالثَّانِي: هِيَ شَرْطِيَّةٌ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِـ «يَشَاءُ» وَالْجَوَابُ مَحْذُوفٌ ; أَيْ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ.
(إِلَّا بِاللَّهِ) : فِي مَوْضِعِ رَفْعِ خَبَرِهِ.
(أَنَا) : فِيهِ وَجْهَانِ ; أَحَدُهُمَا: هِيَ فَاصِلَةٌ بَيْنَ الْمَفْعُولَيْنِ. وَالثَّانِي: هُوَ تَوْكِيدٌ لِلْمَفْعُولِ الْأَوَّلِ، فَمَوْضِعُهَا نَصْبٌ.
وَيُقْرَأُ: (أَقَلُّ) - بِالرَّفْعِ عَلَى أَنْ يَكُونَ «أَنَا» مُبْتَدَأً، وَأَقَلُّ خَبَرُهُ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَوْضِعِ الْمَفْعُولِ الثَّانِي.
قَالَ تَعَالَى: (فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (٤١)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (حُسْبَانًا) : هُوَ جَمْعُ حُسْبَانَةٍ.
وَ (غَوْرًا) : مَصْدَرٌ بِمَعْنَى الْفَاعِلِ ; أَيْ غَائِرًا.
وَقِيلَ: التَّقْدِيرُ: ذَا غَوْرٍ.