قَوْلُهُ تَعَالَى: (لَا يُغَادِرُ) : فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنَ الْكِتَابِ.
قَالَ تَعَالَى: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (٥٠)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَإِذْ قُلْنَا) : أَيْ وَاذْكُرْ.
(إِلَّا إِبْلِيسَ) : اسْتِثْنَاءٌ مِنْ غَيْرِ الْجِنْسِ، وَقِيلَ: مِنَ الْجِنْسِ.
وَ (كَانَ مِنَ الْجِنِّ) : فِي مَوْضِعِ الْحَالِ، وَ «قَدْ» مَعَهُ مُرَادَةٌ.
(فَفَسَقَ) : إِنَّمَا أَدْخَلَ الْفَاءَ لِأَنَّ الْمَعْنَى إِلَّا إِبْلِيسَ امْتَنَعَ فَفَسَقَ.
(بِئْسَ) : اسْمُهَا مُضْمَرٌ فِيهَا. وَالْمَخْصُوصُ بِالذَّمِّ مَحْذُوفٌ ; أَيْ بِئْسَ الْبَدَلُ هُوَ وَذُرِّيَّتُهُ.
وَ (لِلظَّالِمِينَ) : حَالٌ مِنْ «بَدَلًا» وَقِيلَ: يَتَعَلَّقُ بِبِئْسَ.
قَالَ تَعَالَى: (مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (٥١)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مَا أَشْهَدْتُهُمْ) : أَيْ إِبْلِيسَ وَذُرِّيَّتَهُ. وَيُقْرَأُ (أَشْهَدْنَاهُمْ).
(عَضُدًا) : يُقْرَأُ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَضَمِّ الضَّادِ، وَبِفَتْحِ الْعَيْنِ وَضَمِّهَا مَعَ سُكُونِ الضَّادِ، وَالْأَصْلُ هُوَ الْأَوَّلُ، وَالثَّانِي تَخْفِيفٌ، وَفِي الثَّالِثِ نَقْلٌ. وَلَمْ يُجْمَعْ ; لِأَنَّ الْجَمْعَ فِي حُكْمِ الْوَاحِدِ ; إِذْ كَانَ الْمَعْنَى أَنَّ جَمِيعَ الْمُضِلِّينَ لَا يَصْلُحُ أَنْ يَنْزِلُوا فِي الِاعْتِضَادِ بِهِمْ مَنْزِلَةَ الْوَاحِدِ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ اكْتَفَى بِالْوَاحِدِ عَنِ الْجَمْعِ.
قَالَ تَعَالَى: (وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا (٥٢)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَيَوْمَ يَقُولُ) : أَيْ وَاذْكُرْ يَوْمَ يَقُولُ. وَيُقْرَأُ بِالنُّونِ وَالْيَاءِ.
وَ (بَيْنَهُمْ) : ظَرْفٌ. وَقِيلَ: هُوَ مَفْعُولٌ بِهِ ; أَيْ وَصَيَّرْنَا وَصْلَهُمْ إِهْلَاكًا لَهُمْ.
وَ (الْمَوْبِقُ) : مَكَانٌ، وَإِنْ شِئْتَ كَانَ مَصْدَرًا ; يُقَالُ: وَبَقَ يَبِقُ وُبُوقًا وَمَوْبِقًا، وَوَبَقَ يَوْبَقُ وَبْقًا.