قَالَ تَعَالَى: (إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (٨٤)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مَكَّنَّا لَهُ) : الْمَفْعُولُ مَحْذُوفٌ ; أَيْ أَمْرَهُ.
قَالَ تَعَالَى: (فَأَتْبَعَ سَبَبًا (٨٥)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَأَتْبَعَ) : يُرْوَى بِوَصْلِ الْهَمْزَةِ وَالتَّشْدِيدِ، وَ «سَبَبًا» : مَفْعُولُهُ. وَيُقْرَأُ بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ وَالتَّخْفِيفِ، وَهُوَ مُتَعَدٍّ إِلَى اثْنَيْنِ ; أَيْ أَتْبَعَ سَبَبًا سَبَبًا.
قَالَ تَعَالَى: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (٧٨٦)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (حَمِئَةٍ) : يُقْرَأُ بِالْهَمْزِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ، وَهُوَ مِنْ: حَمِئَتِ الْبِئْرُ تَحْمَأُ إِذَا صَارَتْ فِيهَا حَمْأَةٌ، وَهُوَ الطِّينُ الْأَسْوَدُ ; وَيَجُوزُ تَخْفِيفُ الْهَمْزَةِ.
وَيُقْرَأُ بِالْأَلِفِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ، وَهُوَ مُخَفَّفٌ مِنَ الْمَهْمُوزِ أَيْضًا ; وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ حَمِيَ الْمَاءُ إِذَا اشْتَدَّ حَرُّهُ ; كَقَوْلِهِ تَعَالَى: (نَارًا حَامِيَةً) [الْغَاشِيَةِ: ٤].
(إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ) :«أَنْ» فِي مَوْضِعِ رَفْعِ الِابْتِدَاءِ، وَالْخَبَرُ مَحْذُوفٌ ; أَيْ إِمَّا الْعَذَابُ وَاقِعٌ مِنْكَ بِهِمْ. وَقِيلَ: هُوَ خَبَرٌ ; أَيْ إِمَّا هُوَ أَنْ تُعَذِّبَ.
أَوْ إِمَّا الْخَبَرُ أَنْ تُعَذِّبَ. وَقِيلَ: هُوَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ ; أَيْ إِمَّا تُوقِعُ أَنْ تُعَذِّبَ، أَوْ تَفْعَلَ.
(حَسَنًا) : أَيْ أَمْرًا ذَا حُسْنٍ.
قَالَ تَعَالَى: (وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (٨٨)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (جَزَاءً الْحُسْنَى) : يُقْرَأُ بِالرَّفْعِ وَالْإِضَافَةِ، وَهُوَ مُبْتَدَأٌ، أَوْ مَرْفُوعٌ بِالظَّرْفِ، وَالتَّقْدِيرُ: فَلَهُ جَزَاءُ الْخَصْلَةِ الْحُسْنَى.


الصفحة التالية
Icon