وَفِيهِ وَجْهٌ آخَرُ ; وَهُوَ أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى عَظَّمَ خَلْقَ كُلِّ شَيْءٍ عَظِيمٍ، كَالْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، وَهُوَ بِمَعْنَى بَسَطَ ; فَيَكُونُ عِلْمًا تَمْيِيزًا.
(كَذَلِكَ) : صِفَةٌ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ ; أَيْ قَصَصًا كَذَلِكَ ; أَيْ نَقُصُّ نَبَأً مِنْ أَنْبَاءِ.
قَالَ تَعَالَى: (خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا (١٠١)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (خَالِدِينَ) : حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي «يَحْمِلُ» وَحُمِلَ الضَّمِيرُ الْأَوَّلُ عَلَى لَفْظِ «مَنْ» فَوَحَّدَ، وَ «خَالِدِينَ» عَلَى الْمَعْنَى فَجَمَعَ.
وَ (حِمْلًا) : تَمْيِيزٌ لِاسْمِ «سَاءَ»، وَ «سَاءَ» مِثْلَ: بِئْسَ ; وَالتَّقْدِيرُ: وَسَاءَ الْحِمْلُ حِمْلًا، وَلَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ التَّقْدِيرُ: وَسَاءَ الْوِزْرُ ; لِأَنَّ الْمُمَيَّزَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مِنْ لَفْظِ اسْمِ بِئْسَ.
قَالَ تَعَالَى: (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا (١٠٢) يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا (١٠٣)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (يُنْفَخُ) بِالْيَاءِ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وَبِالنُّونِ وَالْيَاءِ عَلَى تَسْمِيَةِ الْفَاعِلِ.
وَ (زُرْقًا) : حَالٌ. وَ (يَتَخَافَتُونَ) : حَالٌ أُخْرَى بَدَلٌ مِنَ الْأُولَى، أَوْ حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي زُرْقًا.
قَالَ تَعَالَى: (فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (١٠٦) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (٠٧) يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (١٠٨)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَيَذَرُهَا) : الضَّمِيرُ لِلْأَرْضِ ; وَلَمْ يَجْرِ لَهَا ذِكْرٌ، وَلَكِنَّ الْجِبَالَ تَدُلُّ عَلَيْهَا.
وَ (قَاعًا) : حَالٌ.
وَ (لَا تَرَى) : مُسْتَأْنَفٌ ; وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا أَيْضًا، أَوْ صِفَةً لِلْحَالِ.
(لَا عِوَجَ لَهُ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الدَّاعِي، وَأَنْ يَكُونَ مُسْتَأْنَفًا.
قَالَ تَعَالَى: (يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (١٠٩)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِلَّا مَنْ أَذِنَ) :«مَنْ» فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِـ «تَنْفَعُ».