قَالَ تَعَالَى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (١٢٤))
قَوْلُهُ تَعَالَى: (ضَنْكًا) : الْجُمْهُورُ عَلَى التَّنْوِينِ، وَأَنَّ الْأَلِفَ فِي الْوَقْفِ مُبْدَلَةٌ مِنْهُ، وَالضَّنْكُ: الضِّيقُ.
وَيُقْرَأُ: ضَنْكَى، عَلَى مِثَالِ سَكْرَى.
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَنَحْشُرُهُ) : يُقْرَأُ بِضَمِّ الرَّاءِ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ، وَبِسُكُونِهَا إِمَّا لِتَوَالِي الْحَرَكَاتِ، أَوْ أَنَّهُ مَجْزُومٌ حَمْلًا عَلَى مَوْضِعِ جَوَابِ الشَّرْطِ ; وَهُوَ قَوْلُهُ: «فَإِنَّ لَهُ».
وَ (أَعْمَى) : حَالٌ.
قَالَ تَعَالَى: (قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (١٢٦)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (كَذَلِكَ) : فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ ; أَيْ حَشَرْنَا مِثْلَ ذَلِكَ، أَوْ فَعَلْنَا مِثْلَ ذَلِكَ، وَإِتْيَانًا مِثْلَ ذَلِكَ، أَوْ جَزَاءً مِثْلَ إِعْرَاضِكَ، أَوْ نِسْيَانًا.
قَالَ تَعَالَى: (أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (١٢٨)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (يَهْدِ لَهُمْ) : فِي فَاعِلِهِ وَجْهَانِ ; أَحَدُهُمَا: ضَمِيرُ اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى ; أَيْ أَلَمْ يُبَيِّنِ اللَّهُ لَهُمْ، وَعَلَّقَ «بَيَّنَ» هُنَا ; إِذْ كَانَتْ بِمَعْنَى أَعْلَمُ، كَمَا عَلَّقَهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ) [إِبْرَاهِيمِ: ٤٥] وَالثَّانِي: أَنْ يَكُونَ الْفَاعِلُ مَا دَلَّ عَلَيْهِ أَهْلَكْنَا ; أَيْ إِهْلَاكُنَا، وَالْجُمْلَةُ مُفَسِّرَةٌ لَهُ.
وَيُقْرَأُ بِالنُّونِ.


الصفحة التالية
Icon