قَالَ تَعَالَى: (قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ (٤٥)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَلَا يَسْمَعُ) : فِيهِ قِرَاءَاتٌ وُجُوهُهَا ظَاهِرَةٌ.
وَ (إِذَا) : مَنْصُوبَةٌ بِيَسْمَعُ، أَوْ بِالدُّعَاءِ ; فَعَلَى هَذَا الْقَوْلِ يَكُونُ الْمَصْدَرُ الْمُعَرَّفُ بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ عَامِلًا بِنَفْسِهِ.
قَالَ تَعَالَى: (وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (٤٦)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مِنْ عَذَابِ) : صِفَةٌ لِ «نَفْحَةٌ»، أَوْ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِمَسَّتْهُمْ.
قَالَ تَعَالَى: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (٤٧)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (الْقِسْطَ) : إِنَّمَا أُفْرِدَ وَهُوَ صِفَةٌ لِجَمْعٍ ; لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ وُصِفَ بِهِ.
وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ: التَّقْدِيرُ: ذَوَاتِ الْقِسْطِ.
(لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ) : أَيْ لِأَجْلِهِ. وَقِيلَ: هِيَ بِمَعْنَى فِي.
وَ (شَيْئًا) : بِمَعْنَى الْمَصْدَرِ.
وَ (مِثْقَالَ) : بِالنَّصْبِ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ كَانَ ; أَيْ وَإِنْ كَانَ الظُّلْمُ أَوِ الْعَمَلُ.
وَيُقْرَأُ بِالرَّفْعِ عَلَى أَنْ تَكُونَ «كَانَ» تَامَّةً.
وَ (مِنْ خَرْدَلٍ) : صِفَةٌ لِحَبَّةٍ، أَوْ لِـ «مِثْقَالَ».
وَ (أَتَيْنَا) : بِالْقَصْرِ: جِئْنَا. وَيُقْرَأُ بِمَعْنَى جَازَيْنَا بِهَا ; فَهُوَ يَقْرُبُ مِنْ مَعْنَى أَعْطَيْنَا ; لِأَنَّ الْجَزَاءَ إِعْطَاءٌ ; وَلَيْسَ مَنْقُولًا مِنْ أَتَيْنَا ; لِأَنَّ ذَلِكَ لَمْ يُنْقَلْ عَنْهُمْ.
قَالَ تَعَالَى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ (٤٨)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَضِيَاءً) : قِيلَ: دَخَلَتِ الْوَاوُ عَلَى الصِّفَةِ، كَمَا تَقُولُ: مَرَرْتُ بِزَيْدٍ الْكَرِيمِ وَالْعَالِمِ ; فَعَلَى هَذَا يَكُونُ حَالًا ; أَيِ الْفُرْقَانَ مُضِيئًا. وَقِيلَ: هِيَ عَاطِفَةٌ ; أَيْ آتَيْنَاهُ ثَلَاثَةَ أَشْيَاءَ: الْفَرْقَانَ، وَالضِّيَاءَ، وَالذِّكْرَ.


الصفحة التالية
Icon