(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ).
ثم. نبه على أن ذلك هو الإِسلام بقوله: (فإن تولوا فقولوا أشهدوا
بأنا مسلمون).
فإن تولوا، فقولوا، بل نحن لا نتولى، بل اشتهدوا بأنا فاعلون لما أمرنا
به في هذه الآية، فنكون بذلك مسلمين.
وإذ قد عرف أن ما ذكرته من الثناء على (كتابي) وغيره سنة قديمة، جاء
شرعنا بتحسينها، عرف أنه حسن، لا سيما مع ما دعا إليه، وحمل عليه، فإنه ليس في قوة كل أحد أن يعرف الرجال بالحق، بل أكثرهم إنما يعرف الحق بالرجال فهو كالبهيمة التي لا تعرف إلا ما شخص لها من الأجرام، وتَبَدَّى لبصرها من الأجسام.
وإلا، فكتبي - ولا سيما "نظم الدرر" الذي هذا الكلام بسببه - لا تحوجني إلى ثناء أحد عند العالم المنصف، وقليل ما هي، بل وكذا سائر
أفعالي وأحوالي عند من تضلع بعلم السنة، وتطبع بطباع الصحابة، وأين
ذلك حيَّاه الله وبيَّاه، ؟ وأنعشه بروح المعرفة وأحياه.