والاستفال على جهدهم مع حسن العاقبة، وتبشر بما فيها من الانفتاح
بحصول الفتح الذي ليس فوقه فتح.
وتدل الصاد بمخرجها على القوة الزائدة، وبالهمس والرخاوة على أنها
قوة لا بطش فيها، وبالإطباق والاستعلاء على عموم الدين جميع الناس.
وبالصفير على أنه ليس وراء ذلك إلا النفخ في الصور، لعموم الهلاك لكل
موجود مقطور ثم بعثرة القبور، وتحصيل ما في الصدور.
وكل هذا من ترتيب سنته سبحانه في المصطفين من عباده على هذا
النحو البديع، وترتيب هذه الحروف على النظم الدال عليه، دائر على القدرة التامة، والعلم الشامل، والحكمة الباهرة، رحمهم سبحانه بأن نكبهم طريق الجبارين التي أوصلتهم إلى القسوة، وجنبهم سنن المستكبرين التي تلجىء - ولا بد - إلى الشقوة، فجعل نصرهم في لوامع انكسار، وكسرهم في جوامع انتصار، وحماهم من فخامة دائمة تجر إلى بذ وعلو واستكبار ومن رقة ثابتة تحمل على ذل وسفول وصغار، فلقد انطبق الاسمان على المسمى واتضحا غاية الاتضاح في أمره وتما.


الصفحة التالية
Icon