عليه، فلما سمعها عتبة أنصت لها، وألقى بيديه خلف ظهره معتمداً عليها.
يستمع منه، حتى انتهى رسول الله - ﷺ - إلى السجدة، فسجد فيها ثم قال: سمعت أبا الوليد؟ قال: سمعت قال: فأنت وذاك، فقام عتبة إلى أصحابه، فقال " بعضهم لبعض: نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي. ذهب به، فلما جلس إليهم، قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد؟.
قال: ورائي: أنِّي - والله - قد سمعت قولاً ما سمعت بمثله قط، والله
ما هو بِالشعر ولا بالسحر، ولا بالكهانة، يا معشر قريش أطيعوني، واجعلوها بي، خَلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه، واعتزلوه فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ، فإن تصبه العرب، فقد كفيتموه بغيركم، وأن يظهر على العرب، فملكه ملككم، وعزه عزكم، وكنتم أسعد الناس به، قالوا: سحرك - والله - يا أبا الوليد بلسانه؟، فقال هذا رأي، فاصنعوا ما بدا لكم.
وروى البيهقي في الأسماء والصفات عن الحاكم، عن جبير بن نفير.
عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنهما، أن رسول الله - ﷺ - تلا: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (٤١) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (٤٢).
فقال رسول الله - ﷺ -: إنكم لن ترجعوا إلى الله بشيء أحب إليه من شيء خرج منه يعني: القرآن.


الصفحة التالية
Icon