مقصودها.
ومقصودها: التهديد الشديد، بيوم الوعيد، الذي هو محط - الرحال.
لكونه أعظم مقام لظهور الجلال، لمن كذب بأن هذا القرآن تذكرة في
صحف مكرمة، بأيدي سفرة. والدلالة على حقيقة كونه كذلك، بأن السفير به أمين في الملأ الأعلى، مكين لمكانته فيما هنالك، والموصل له إلينا منزه عن التهمة، بريء من النقص، لما يعلمونه من حاله قبل النبوة، وما كانوا يشهدون له به من الكمال في صحبته لهم المتطاولة، التي نبههم بالتعليق بها على ما لا يشكون فيه من أمره، ولم يأتهم بعدها إلا بما هو شرف له، وتذكير بما في أنفسهم، وفي الآفاق من الآيات.
وذلك كاف لهم في الحكم بأنه صدق، والعلم اليقين بأنه حق.
واسمها التكوير أدل ما فيها على ذلك، بتأمل الظرف وجوابه، وما فيه
من بديع القول وصوابه، وما تسبب عنه من عظيم الشأن لهذا القرآن.
فضائلها.
وأما فضائلها: فروى الترمذي، وأحمد - قال الهيثمي: بإسنادين رجالهم
ثقات - والطبراني بإسناد أحمد، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال
رسول الله - ﷺ -: من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأى عين فليقرأ: إذا الشمس كورت، وإذا السماء انفطرت، وإذا السماء انشقت، أحسب أنه قال: وسورة هود.