ولأبي داود، والنَّسائي عن عقبة بن عامر رضى الله عنه قال: بينا أنا
أسير مع النبي - ﷺ - بين الجحفة والأبواء، غشيتنا ريح وظلمة شديدة، فجعل رسول الله - ﷺ - يتعوذ بأعوذ برب الفلق، وأعوذ برب الناس، ويقول: يا عقبة تعوذ بهما، فما تعوذ متعوذ بمثلهما.
قال: وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة.
الجحفة: قرية كبيرة على سبع مراحل من المدينة الشريفة، وثلاث من
مكة، وتسمى مهيعة والأبواء: جبل بين مكة والمدينة.
وروى أبو داود، والترمذي وقال: حسن صحيح، عن عبد الله بن
خبَيب رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله - ﷺ -: اقرأ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) والمعوذتين، حين تمسي، وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء.
وقد تقدم في الِإخلاص بلفظ آخر.
وروى النسائي، وأبو عبيد في الفضائل، عن معاذ بن عبد الله بن
خبيب عن أبيه رضي الله عنه قال: كنت مع رسول الله - ﷺ - في طريق مكة ومعه أصحابه، فوقعت علينا ضبابة من الليل، حتى سترت بعض القوم عن بعض، فلما أصبحنا قال رسول الله - ﷺ -: قل يابن خبيب. فقلت: ما أقول يا رسول الله؟ :
قال: قل أعوذ برب الفلق، فقرأها، وقرأتها، حتى فرغ
منها، ثم قال: ما استعاذ - أو استعان - أحد بمثل هاتين السورتين قط.