الحافظ أبي بكر الخطيب عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله - ﷺ - قرأ سورة الرحمن - أو قرئت عنده - فقال: ما لي أسمع الجن أحسن جواباً لردها منكم؟.
قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟.
قال: ما أتيت على قول الله عز وجل: (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)
إلا قالت الجن: ولا بشيء من آلائك ربُ نُكذَب.
وروى الِإمام أحمد من طريق ابن لهيعة - قال الهيثمي: وفيه ضعف.
وحديثه حسن وبقية رجاله رجال الصحيح - عن أسماء بنت أبي بكر رضي
الله عنهما قالت: سمعت رسول الله - ﷺ - يصلي نحو الركن قبل أن يصدع بما يؤمر، والمشركون يسمعون: "فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ".
وروى ابن هشام في السيرة قبل حديث المستضعفين المعذَبين في الله.
عن ابن إسحاق أنه قال: فحدثني يحيى بن عروة بن الزبير عن أبيه قال: كان
أول من جهر بالقرآن بعد رسول الله - ﷺ - بمكة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، اجتمع يوماً أصحابُ رسول الله - ﷺ - فقالوا: والله ما سمعت قريش هذا القرآن يُجهر لها به قط، فمن رجل يسمعونه؟.
فقال عبد الله بن مسعود: أنا. قالوا: إنا نخشاهم عليك، إنما نريد
رجلاً له عشيرة يمنعونه من القوم إن أرادوه.
قال: دعوني فإن الله سيمنعني.
فغدا حتى أتى المقام في الضحى، وقريش في أنديتها حتى قام عند المقام، ثم
قرأ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ - رافعاً بها صوته - (الرحمن علم القرآن)
قال: وتأملوه فجعلوا يقولون: ماذا قال ابن أم عبد؟.
ثم قالوا: إنه يتلو بعض ما جاء به محمد فقاموا إليه - فجعلوا يضربون في وجهه، وجعل يقرأ حتى بلغ ما شاء الله أن يبلغ، ثم انصرف إلى أصحابه، وقد أثروا في وجهه. فقالوا: