الأسود من الفجر، والمراد به هو النهار.
تصوير الليل والنهار مع الإنفاق:
قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [البقرة: ٢٧٤]، وانظر إلى تقدم السر لتقدم الليل، وتأخر العلانية لتأخر النهار.
تصوير الليل والنهار مع الخفاء والظهور:
قال تعالى: ﴿سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ﴾ [الرعد: ١٠]، فما أروع النسق القرآني بين الغيب ومستخف من النهار والليل، وبين الشهادة وسارب وهو أكثر ظهورًا من الخفاء كالسراب والنهار في الآية السابقة: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ﴾ [الرعد: ٩].
تصوير الليل والنهار مع الخلق:
قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ [الأنبياء: ٣٣]، خلق الليل والنهار على الأرض، وخلق الشمس والقمر وجعلها جميعًا تسبح في الفضاء، وتدور الأرض حول محورها وحول الشمس، ويدور القمر حول الأرض، وتدور الشمس حول مركز المجرة، روى ابن كثير عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: "يدورون كما يدور المغزل في الفلكة"، ومن العجيب أن ابن عباس عبر بالجمع كالجمع في يسبحون ليضم الأرض إلى الشمس والقمر، لأن الليل والنهار في الآية كناية عن الأرض، فذكر الليل والنهار يستلزم الأرض، ولم يلحظ ذلك مجاهد حين عقب على رأي