وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [المجادلة: ٣، ٤].
أما غير مصدر الصوم أو الصيام، فقد ورد في القرآن الكريم بلفظ المضارع في سورة البقرة: ﴿وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ﴾ [البقرة: ١٨٤] ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة: ١٨٥]، وورد في سورة الأحزاب بلفظ "الصائمين": ﴿وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ﴾ [الأحزاب: ٣٥].
آيات الصيام:
بهذا يتضح الفرق الكبير بين الصيام والصوم في تصوير القرآن لفريضة شهر رمضان، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: ١٨٣]، وفي قوله تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾ إلى قوله تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ [البقرة: ١٨٧].
وختام آيات الصيام في الآية الأولى والآية الأخيرة بالتقوى توضيح لأهدافه السامية، وغايته الشريفة وهي التقوى، ولا تتحقق إلا بما يفيده معنى الصيام من المثابرة والمجاهدة والمتابعة والمشاركة والمرابطة والصراع مع هوى النفس ونزغات الشيطان والانتصار عليهما، ومحاربة النزوات والشهوات والملذات والمحرمات والمكروهات والإسراف والبخل والحرص والأثرة والأنانية، والمسارعة إلى الطاعات وفعل الخيرات