الداء، والحَمَيَّة رأس الدواء، فالصيام يقضي على أمراض الجسد والجهاز الهضمي من سوء الهضم والتخمة والبطنة والسمنة، ويخلصه من الرواسب والسموم والفضلات، ويطهر الأمعان ويقضي على البطر والغفلة بسبب الشبع وكثرة مباشرة النساء، ويغدو الإنسان رشيقًا قويًّا ضامرًا؛ فيعود إليه توازنه واتزانه، وفيما رواه ابن السني وأبو نعيم عن النبي -صلى الله عليه وسلم: "صوموا تصحوا"، وحسنه السيوطي، فقد جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- "الصوم وجاء ليقطع شهوة النكاح لمن لم يستطع مؤنة الزواج"، وكما قال أيضًا: "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فضيقوا مجاريه بالجوع"، فتنغلق أمامه أبواب الشهوات والملذات والوساوس والتردد وتناقض الفكر والمزاج.
وأما البناء الأخلاقي:
أما القيم الإسلامية والأخلاق القرآنية التي يغرسها الصيام وينميها في نفس الصائم يحييه بالذكر والقرآن، وبالصلاة والقيام، وبالصدقة والزكاة، وبالهجرة عن المعاصي واللغو والرفث، فيغض البصر، ويقمع الشهوة والنظر، ويحبس اللسان عن اللغو والعبث، ويصون اليدين والرجلين، ويظهر العقل والأذن، فقد ذم الرسول -صلى الله عليه وسلم- المرأتين اللتين صامتا عن الحلال والطعام، وأفطرتا على اغتياب الناس ونهش أعراض المسلمين، وليس الصيام من الأكل والشرب، وإنما الصيام من اللغو والرفث، {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ، إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ، فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ


الصفحة التالية
Icon