فإذا امتلأت قلوب الأطفال بصور الرحمة الجميلة وأدبها المهذب، شبوا قادرين على النهوض بأمة الإسلام؛ لتكون العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، قال تعالى: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا﴾ [الكهف: ٤٦]، ومن الباقيات الصالحات رعايتهم وتأديبهم، وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ﴾ [الطور: ٢١]، روى أبو هريرة قال: "قبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسًا، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدًا؛ فنظر إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم قال: "من لا يرحم لا يرحم" أخرجه البخاري ٤٢٦/ ١٠، وقال أبو قتادة -رضي الله عنه: "خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمامة بنت أبي العاص على عاتقه، فصلى فإذا ركع وضعها، وإذا رفع رفعها" أخرجه البخاري ٤٢٦/ ١٠، وعن عائشة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- "وضع صبيًّا في حجره يحكنه فبال عليه فدعا بماء فأتبعه" أخرجه البخاري ٤٣٣/ ١٠، وعن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- قال: "صليت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الأولى، ثم خرج إله أهله وخرجت معه، فاستقبله ولدان، فجعل يمسح خدَّيْ أحدهم واحدًا واحدًا، قال: وأما أنا فمسح خدِّي فوجدت ليده بردًا وريحًا كأنما أخرجها من جؤنة عطار" أخرجه مسلم ١٨١٤/ ٤ "وجؤنة العطار: وعاء يعد فيه الطيب".
وعن أسامة بن زيد -رضي الله عنها- كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأخذني فيقعدني على فخذه، ويقعد الحسن بن علي على فخذه الآخر، ثم يضمهما ثم يقول: "اللهم ارحمهما فإني أرحمهما" أخرجه البخاري ٤٣٤/ ١٠،


الصفحة التالية
Icon