له أبو عمير -قال كنت أحبه وكان فطيمًا- قال: فكان إذا جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: يا أبا عمير، ما فعل النفير بك؟ قال: فكان يلعب به، أخرجه البخاري ٤٢٦/ ١٠، وقال أبو هريرة: "سمعت أذناي، وبصرت عيناي هاتان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آخذ بيديه جميعًا بكفي الحسن أو الحسين -صلوات الله عليهما- وقدميه على قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ارق، فرقى الغلام حتى وضع قديمه على صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "افتح فاك"، ثم قال: "اللهم أحبه، فإني أحبه" أخرجه البخاري ٣٤٨/ ١، وقال الطبراني: قال -عليه الصلاة والسلام: "خير بيت في المسلمين يبيت فيه يتيم يحسن إليه، وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه، أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا"، وجاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يشكو قسوة قلبه، فقال له: "أتحب أن يلين قلبك، وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم، وامسح رأسه، وأطعمه من طعامك يلين قلبك، وتدرك حاجتك" كنز العمال ١٧٣/ ٣.
ومن القيم الخلقية في الأدب الإسلامي أدب العدالة بين الأطفال، فلا يضارون بصور الظلم وأنواعه من الأسرة أو من المجتمع، مما يترك أثرًا بناء في تهذيب نفسه، وفي رقة مشاعره وعمارة وجدانه؛ فيشب على المحبة والمودة والتعاطف والتعاون، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ﴾، ﴿وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمْ﴾، ﴿قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْط﴾، ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين﴾، ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ﴾، ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ﴾، ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾، ولقد أنقذ الخضر وموسى -عليهما