معدودات، مما يعيّن على تحريك الانتباه، وتفتح القلب؛ فيستقرّ مغزاه في القلب والعقل معًا.
٦- بلغ التعبير الأدبي الغاية في تصوير الطاعة لله عز وجل، والالتزام بالمحافظة على حدوده، ومما يستحق عليه الجزاء الأوفى من ربه؛ فيتحقَّق المراد ويطمئنُّ القلب في ثقة وإقدام، وذلك في قوله: "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك".
٧- أن يغرس في نفوس الأطفال الاعتداد بأنفسهم وعدم التواكل أو الاعتماد على البشر، لأنهم لا يدفعون عن أنفسهم الضرر، ولا يجلبون لأنفسهم النفع، فكيف يكون ذلك لغيرهم، بل يجب الاستعانة بخالق البشر والخلق جميعًا؛ فهو وحده النافع أو الضار، وقد قضى الله -عز وجل- بذلك منذ الأزل، فقد "رفعت الأقلام وجفَّت الصحف"، وذلك في تصوير أدبي من جوامع الكلم، يتزاحم بالقيم الكثيرة والمعاني الغزيرة على الرغم من الإيجاز في الأسلوب وقلَّة الألفاظ، فلا زالت الوصية تثير كثيرًا من القيم الخلقية والفنية الخالدة في تأديب الأطفال والسموّ بهم.
وصية لقمان لابنه:
ومن وصايا القرآن الكريم التي أعجزت الفصحاء في بلاغتها، وأثرها الإيجابي في تربية الأطفال وتأديبهم بأدب القرآن الكريم، وتجاوبهم مع أخلاقه الخالدة: وصية لقمان لابنه وهو يعظه؛ فهي درس خلقي وأدب رباني، لا زال يعطي لأطفال كل عصر ما يتناسب مع حضارته ومعطياته، ولكل جيل ما يهيئه ويعدُّه إعدادًا قويًّا صالحًا، يتجاوب مع هذه الحضارة وتلك المعطيات الحيَّة؛ بخلود القرآن الكريم،


الصفحة التالية
Icon