وكذلك لا بدَّ من التقارب النفسي والفكري بين الزوجين، مما يعين على المشاركة والتجاوب فيما تقضيه الأسرة والحياة الزوجية، ليستقبل النشء حياة سعيدة مملوءة بالأمن والرخاء والسكن والمودة، والرحمة والحب والتعاون، كما قال الله عز وجل: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم: ٢١].
بعد الزواج مباشرة:
الإسلام في هذه المرحلة يسلك منهج الإعداد والتهيئة الصالحة للزوجين، وترويضها على التوافق والانسجام، ليصيرا معًا قدوة حسنة، ينجذب إليها النشء في مجال التأثر والتأثير، وهذا المنهج يقوم على دعائم من أهمها:
"السكن في قوله تعالى: ﴿لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾، ويشمل السكن الحسي والمعنوي من إباحة الخلوة في سكن يضم الزوجين في تحفظ وحياء ومودة، قال تعالى: ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾ [البقرة: ١٨٧]، ويشمل دوام الاستقرار والأمن والرعاية والسعادة والرضا والقبول، ومعرفة الحقوق والواجبات.
المودة والرحمة في قوله تعالى: ﴿وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَة﴾ التي ينميها الزواج، ويرعاها الزوجان بعد استقرارهما في سكن الحياة الزوجية، ويرفض كل الرفض ما عليه أصحاب العشق والغرام والتجارب والخيلات والخدان قبل الزواج، وغير ذلك مما انحرف إليه بعض شباب العرب في سقوط وانحلال تابعين للمدينة الغربية الفاسدة.