وكذلك فالنشء يُولد مستعدًّا للتوجيه والتربية والتعليم شيئًا فشيئًا، قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [النحل: ٧٨]، وهنا يجب على الأبوين وعلى المجتمع معًا أن يسلكوا جميعًا في تربية النشء وتعليمه منهج الإسلام تدريجيًّا على النحو التالي:
١- اعتنى الإسلام أولًا بالرعاية والحفظ للنشء، فأوجب على الأسرة الغذاء والكساء والحفظ.
٢- وعلى الأسرة أن تغرس في نفس الطفل -منذ أن يتجاوب إحساسه مع أفراد الأسرة- معرفة الله عز وجل، الذي خلقه وأطعمه وسقاه، فإذا ما تفتح عقله وفكره أحيا في نفسه الإيمان بالله سبحانه، خالق الكون ومبدع الوجود؛ بطريق يتلاءم مع سنه كالقصة الخفيفة واللفتة إلى آثار صنع الله.
٣- وعلى الأسرة بعد ذلك أن تنمي في نفسه غرائز الخوف، والمراقبة، والمحبة، والتدبر في ملكوت الله، وتوجيه هذه الغرائز توجيهًا سديدًا نحو طاعة الله واتباع أوامره، والتخلُّق بالأخلاق الفاضلة والسلوك الحسن.
فأما غريزة الخوف: فتنمِّي في نفسه على أساس الخوف من الله -عز وجل- وحده، لا من الناس، لأن المخلوقات جميعًا كلهم محتاجون إلى خالقهم ورازقهم، ومدبر أمرهم، قال تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ﴾ [الإخلاص: ١-٢]، وقال تعالى: ﴿وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ﴾ [الأحزاب: ٣٧]، وقال تعالى: {فَلَا


الصفحة التالية
Icon