على أساس من الاحترام والتقدير، مما يكون له أثر كبير في مجال الاقتصاد الإسلامي ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا، إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا، وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا، إِلَّا الْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ﴾ [المعارج: ١٩-٢٣].
وتنمي الصلاة غريزة الخوف من الله -عز وجل- دائمًا، وما أحوج العقود والمعاملات بيننا إلى غريزة الخوف والمراقبة لله عز وجل، فتنأى النفس عن السرقة والغصب والغشِّ والاختلاس والغبن والغرر والظلم والتطفيف والبخس والتناجش، وغيرها من المحرمات، وتنمي الصلاة في النفس غريزة المواظبة عليها خمس مرات في اليوم والليلة، وما أحوج المعاملات والعمل إلى المواظبة والاستمرار، فبهما يتضاعف الدخل، ويتزايد الإنتاج، ويسمو الاقتصاد الإسلامي، وهذه الغرائز كلها تربِّي في النفس ضمير المؤمن الصادق، الذي يراقب الله في السر والعلن، فتستقيم النفس على الجادة، وتتجنب الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، لذلك يقول الله عز وجل: ﴿إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ [العنكبوت: ٤٥]، وفي الحديث الشريف: "ومن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له"، وقال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ [المؤمنون: ١-٢]، فإذا لم تؤدّالصلاة رسالتها في تحقيق هذه الغرائز ولم تحقق الثمرات السابقة في النفس، كانت كالعدم سواء، وصارت عديمة الجدوى، وهذا هو ما أشار إليه الحديث القدسي الشريف، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ربه: "إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتي، ولم يستطل بها على خلقي، ولم يبت مصرًّا على معصيتي، وقطع النهار في