العروض وبحوره وقوافيه، ومعتمدًا على قواعد علوم البلاغة الثلاثة وأصولها، وهي علم المعاني، وعلم البيان، وعلم البديع قديمًا، وعلم الأسلوب حديثًا، وأن يلتزم الشعر بأصوله وعناصره، فلا يخرج عن عمود الشعر العربي، الذي أجمع عليه النقاد، ولا عن أطواره المختلفة في كل عصر، وأن يتفق الأدب مع فنون النثر الفني وأقسامه وأنواعه، فلا تخرج عن منهجها وأنواعها، وعناصرها ومقوماتها الفنية، وخصائصها في الرسالة والوصية والخطبة، والمقامة والقصة والأقصوصة والرواية والمسرحية، والمقالة وفن السيرة الأدبي وأدب الرحلات وغيرها.
فإذا استوفى النص الأدبي هذه القواعد والأصول الفنية، وتعرف عليها الناقد الأدبي، واستخراجها بذوقه الأدبي؛ واحدة بعد الأخرى من خلال تحليله الأدبي والنقدي، عند ذلك يصف النص الأدبي ويحكم عليه بالجمال والجودة؛ فإذا افتقدها حكم عليه بالرداءة والقبح والسقوط، وعلى سبيل المثال لا الحصر: كالخطأ في الإعراب والاشتقاق اللغوي، أو الخروج على قواعد وأوزان البحور الشعرية والموسيقى الخارجية والداخلية، أو جاء التشبيه غريبًا، والاستعارة شاذة، والكناية لغزًا أو أحجية، وغير ذلك مما يتعرض له النقاد قديمًا وحديثًا، مثل: بشر بن المعتمر، وابن سلام، وابن قتيبة، وقدامة، والجاحظ، والقاضي الجرجاني، والآمدي، وابن طباطبا، والرماني، وعبد القاهر الجرجاني، وغيرهم فيكتبهم ومؤلفاتهم المشهورة والمعروفة، وكذلك الأمر في النقد الحديث مما لا يحتاج إلى ذكر.