الأثقال والأحمال من علم البيان وعلم البديع، تعتمد على اللفظ السهل القريب، والنظم الخالي من الصنعة والتهذيب، حتى كادت أن تخلو من صور البيان ومحسنات البديع، ولا تجد الصورة الأدبية لها طريقًا إلى القلب، ولا تهز وترًا من أوتار العاطفة، بينما تجد للصورة الأدبية الثانية لها سحرًا وبراءة في القلب؛ فتستريح إليها النفس، وتنشي العاطفة لها نشو، وتهتزّ لها طربًا؛ فيقول القاضي: "وقد تغزَّل أبو تمام فقال:
دعني وشرب الهوى يا شارب الكأس | فإنني للذي حسيته حاسي |
لا يوحشنك ما استسمجت من سقمي | فإن منزله من أحسن الناس |
من قطع أوصاله توصيل مهلكتي | ووصل ألحاظه تقطيع أنفاسي |
متى أعش بتأميل الرجاء إذا | ما كان قطع رجائي في يدي باسي |