فقط في حركة وسكون بدون حرف اللين -وهو الياء- يمتد معه الصوت في "حين" والمعنى واحد، وكذلك "أوى" تألفت فيها أصوات الحروف السريعة الخفيفة في الحركة والسكون، فلا تستطيع أن تتأنى وتتريث مطلقًا مثل التريث في "لجأ" وهما بمعنى واحد، وكذلك السرعة والخفة في موسيقى الفتية في حركة وسكون، مع أنها مكونة من خمسة حروف، وفي صيغة جمع التكسير التي تدل على القلة، لا "الفتيان" التي تمتد موسيقاها وتدل على جمع الكثرة المتعارض مع حقيقة عددهم، ليندلف الجميع بسرعة إلى الكهف، فلايستطيع القارئ لهذه الآية أن يتريث فيها، بينما يضطر إلى التريث على الرغم من أنفه في التصوير القرآني في بقية الآية، حين استقر أصحاب الكهف في كهفهم فأمنوا غدر الملك وأعوانه، فأخذوا يدعون الله تعالى في تأنٍّ وخضوع وتريث تصورها الحروف والكلمات ذات الحركات الوئيدة، وحروف اللين التي يمتد معها النطق الطويل، وكثرة الشداد الثقيلة التي يتوقف فيها النطق تمامًا، وقواعد التجويد كالغنة وجهارة الحروف وثقلها على اللسان في قوله تعالى: ﴿فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا﴾ إنه الإعجاز في تصوير الموسيقى القرآنية البديعة.
إبداع في تصوير النوم المعجزة:
قال تعالى في سورة الكهف: ﴿فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا﴾ [الكهف: ١١]، في هذه الصورة القرآنية البديعة إعجاز في حروفها وكلماتها وصيغها وتراكيبها اللغوية، فقد صور القرآن الكريم سرعة استجابة دعائهم، فأنجاهم من ظلم الملك دقيانوس، وأنقذهم من الشرك الذي دعاهم إليه، وحفظهم من القتل حين وفقهم الله تعالى إلى


الصفحة التالية
Icon