بالألوان والأحجام والأشكال والرسوم والمواقع، وموقعها من خطوط العرض والطول، بل حققت ذلك أكثر عن طريق الحروف والكلمات والصور الحية المتحركة، تجد ذلك في أربع كلمات: "ترى -الشمس- إذا- طلعت"، تصور الشمس الساطعة طول العام لا تغيب أو تحجب بل ترسل أشعتها الضوئية الدافئة من مطلعها إلى مغربها، لأن الرؤية هنا بصرية، جاءت عن طريق العين الباصرة، والتنصيص على الشمس يؤكد ظهورها الدائم، فلا يتطرق احتمال الاختفاء فيما لو جاءت ضميرًا مستترًا أو ظاهرًا أو كنائيًّا.
تأمَّل إيثار "إذا" التي تدل على أزمنة طلوع الشمس، فهي تصور حقيقة يقينيَّة لا تتخلف، تأكدت من الدلالة اللغوية عند علماء اللغة، على العكس من التعبير بـ"إن" التي وضعت للشك، والتقليل والظن، ومن "حين" وهي زمانية، يتطرق إليها الاحتمال والظن للإبهام فيها، لكن "إذا" قاطعة في ظهور الشمس على اليقين والتحقيق.
وتأمل الصورة القرآنية التي تدل على الظهور والإشراق في "طلعت"، أي ظهرت وأشرقت على سبيل الحقيقة، بحيث لا تغيب إلا إذا غربت، وظهور الشمس بهذه الصورة لا يتأتى حول القطب الشمالي ولا الجنوبي، لأنها تغيب شهورًا ليلًا، وتظهر شهورًا نهارًا، كما لايتأتى على خط الاستواء لأنها تختفي في الصيف لكثرة الغمام والأمطار في هذه المواقع، ولا يتأتى ذلك على مدار الجدي، فقد أثبت التاريخ أن الرسالات السماوية لم تظهر في هذه المواقع، ولا يتأتى ذلك إلا على مدار السرطان، فتظل الشمس ساطعة طول العام، كما أثبت التاريخ أن مواقع السرطان غرب مصر خالية من الرسالات، فلم يبق إلا مواقع


الصفحة التالية
Icon