﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ﴾ [البقرة: ٧٤].
﴿وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ﴾ [البقرة: ٦٠].
وكل ما ذكرنا من مصادر للمياه هي مصادر متجددة موسميًّا، وهناك ماء جوفي قد انحبس في طبقات من الصخور خلال زمن أو آخر من الأعمار الجيولوجية، ويبقى هذا الماء حبيسًا إلى أن يعرف وجوده بالوسائل الجيوفيزيقية، فإذا ثبت صلاحيته للاستخدام سواء لأغراض الشرب أو للأغراض الزراعية أو الصناعية، وأريد استخراج جزء منه فإنه يؤخذ في الحسبان أن هذا الماء غير متجدد، وهنا يلزم الحذر في حساب سحب هذا الماء حتى لا يستنزف، وحتى تكون فائدته في نطاق الاستخدام الأمثل.
وقد عنّ لبعض رجال الأعمال من ذوي الخيال الواسع أن يقيموا مشروعًا مبتكرًا للحصول على ماء عذب من مصدر غير تقليدي. ذلك مع الأزمة العالمية التي بدأت تظهر خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين في مصادر المياه العذبة اللازمة لمناطق من اليابسة تعاني من الجفاف، وتحتاج إلى الماء احتياجًا ملحًّا يزيد إلحاحه مع الزيادة في تعداد السكان في تلك المناطق، فقد وضع رجال الأعمال هؤلاء مشروعًا لسحب كتل مناسبة من الجبال الجليدية الهائمة في المنطقتين القطبيتين، إلى سواحل المناطق المراد نقل الماء إليها، ودرست النواحي الفنية: وسائل جذب كتل الجليد، وكيفية تغليفها لتقليل الفاقد منها أثناء النقل، وكيفية تحويل الجليد إلى ماء سائل في أماكن الوصول، وكيفية ضخه إلى اليابسة، ودرست النواحي الاقتصادية للتكاليف والعائد، وتبين أن هناك عقبات فنية عويصة، وظهرت شكوك في الجدوى


الصفحة التالية
Icon