الكبريت: عرف عرب شبه الجزيرة العربية الكبريت الطبيعي منذ القدم، واستغل الجاهليون بعض الحرات "الطفوح البركانية" لاستخراج الكبريت منها، وذكر أن أهل اليمن كانوا يستخرجون الكبريت من جبل يقع في شرقي ذمار، ويظهر أن هذا الجبل بركان قديم، وكان الكبريت يجلب من هذا المصدر إلى سائر أعمال اليمن، وذكر أنهم كانوا "يكبرتون" أباعرهم، يطلونها بالكبريت مخلوطًا بالدسم والخصخاض، وكانوا يستحمون في العيون التي يجري منها الماء مشوبًا به وله رائحة الكبريت.
القطران: عرفت أنحاء من شبه الجزيرة العربية النفط الخام يسيل في نزازات، وقيّارات من بعض شقوق الصخور مادة سوداء لزجة لها رائحة كبريتية نفاذة، وعرفها العرب "بالقطران"، وعرفت تلك الظاهرة في أنحاء من بلاد الرافدين، وفلسطين وعلى جانبي خليج السويس، وكان الرومان أيام نفوذهم في تلك المناطق يطلقون على الجبال التي تحدث فيها هذه الظاهرة اسم "جبل البترول Mons Petrolius"، وكانت تلك الظاهرة تسترعي الانتباه لطرافتها، بيد أنه لم تكن لها أهمية اقتصادية معروفة غير استخدام قطرات منها للتداوي، وعلاج الأمراض التي تصيب جلود الأنعام.
والقَطِران من الأشياء التي أنذر الله بها الكافرين ضمن عذاب جهنم.
﴿سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ﴾ [إبراهيم: ٥٠].
الزجاج: كانت منطقة الشرق الأوسط سباقة في صناعة الزجاج بين مختلف المناطق المأهولة من العالم القديم، والزجاج في مظهره المعروف بشفافيته، كان


الصفحة التالية
Icon