روي عن أبي هريرة "أوردها الإمام مالك في الموطأ" أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "جُرْحُ العجماء جُبار، والبئر جبار، والمعدن جبار، وفي الركاز الخمس". وجاء ضمن تفسير هذا الحديث "رواية محمد بن حسن الشيباني" أنه من استأجر رجلًا ليعمل في معدن، فهلك فلا ضمان على من استأجره.
ومهنة استخراج الخام من المهن الشاقة بجانب خطورتها، وهناك اجتهادات فقهية خاصة بجواز إباحة الإفطار لأهل مهنة التعدين، ففي الآية الكريمة:
﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾ [البقرة: ١٨٤].
أفتى الإمام الشيخ محمد عبده قال: المراد بمن يطيقونه في الآية: الشيوخ الضعفاء والزَّمْنَى "المرضى مرضًا مزمنًا" ونحوهم كالفعلة الذي جعل الله معاشهم الدائم بالأشغال الشاقة كاستخراج الفحم الحجري من مناجمه.
ويعالج ما يخرج من باطن الأرض من خام الفلزات بالتركيز، فكان مُعَدِّنو الأزمان الغابرة حينما يستخرجون الأحجار الحاملة للذهب يطحنون ذلك الحجر، ويذرون تراب "المعدن" لاستخراج الذهب منه، وكما جاء في الكتابات القديمة كان يقال: ذريت تراب المعدن وطلبت ذهبه، وكانوا يضعون ما يحصلون عليه من الذهب "الذي أزيلت عنه معظم شوائبه" في "التنور"، ثم يجعلونه في "الكوج" لينقي الذهب عما تبقى من شوائبه ويصير خالصًا.
هذه هي أسس علم استخلاص الفلزات في أبسط صورها، ذلك العلم الذي نما مع الحضارات التالية، وأصبح حاليًا يتم على مرحلتين: