اختص بذكر واحد فقط من بين الأحجار الكريمة، هو الياقوت، جاء ذلك فيما وعد به أهل الجنة من الحور العين كأنهن الياقوت والمرجان في صفاء اللون:
﴿فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ، فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ، كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ﴾ [الرحمن: ٥٦-٥٨].
والياقوت لونان: ياقوت أحمر nuby وياقوت أزرق sapphire والاثنان من مادة واحدة هي بلغة العلم الحديث مادة الكورندم الشديدة الصلابة التي تلي الماس في مقياس الصلابة، ولم يعرف الياقوت في الجزيرة العربية في أي من أنحائها، وموطنه المشهور هو الساحل الجنوبي للهند، وجزيرة سرنديب "سريلانكا"، ولا بد أن الناس وقت ظهور الإسلام كانت تعرف هنا الحجر الكريم، وتراه أحيانا أو تسمع به.
ولما انتشر الإسلام خارج الجزيرة وأطل على بلاد ما بين النهرين، وفارس وما وراءهما شرقا إلى بلاد السند، وما وراء فارس في أواسط آسيا وأرض مصر وأرض النوبة، عرف المسلمون كل أنواع الأحجار الكريمة وتحلوا بها، وكان من علماء المسلمين في عصر الإمبراطورية الإسلامية المزدهرة من ألفوا كتبا في صفات الأحجار الكريمة من واقع خبرتهم، وتجاربهم العلمية على تلك الجواهر، ومن هؤلاء العلماء: الكندي والرازي والمسعودي وابن سينا والبيروني والتيفاشي والقلقشندي.
واشتهرت اليمن وما حولها من مناطق جنوب غرب شبه الجزيرة العربية بالعقيق الذي عرف بالعقيق اليماني، وهو الجزع onyx، استخرج الجزع "العقيق" من مواقع شتى من تلك المناطق، وسمي باسم كل موقع استخرج منه لاختلاف في اللون