العشرين والثلاثين كيلو مترا، وللأوزون دور خطير في الحفاظ على وجود الحياة على سطح الأرض، ويتركب جزيء الأوزون من ثلاث ذرات من الأكسيجين، وتحول طبقة الأوزون دون وصول كميات زائدة غير مرغوبة من الإشعاعات فوق البنفسجية، وقد شاءت قدرة الله أن يكون تصميم جسم الإنسان بحيث لا يتحمل إلا قدرًا محسوبًا من الأشعة فوق البنفسجية، ولو تعرض الإنسان لقدر أكبر من هذه الأشعة، فإن جلده يصيبه أذى مؤكد، وإذا زاد قدر هذه الأشعة لمدة طويلة فقد يقتل الإنسان.
ومن أوائل الثمانينيات تأكد علماء الطبيعة من وجود تآكل في بعض أجزاء الغلاف الجوي في أحد مكوناته الهامة، وهو غاز الأوزون، وتبلغ شدة هذا التآكل فوق المنطقتين المتجمدتين الشمالية والجنوبية، ويشغل التآكل فوق المنطقة القطبية الجنوبية مساحة تزيد عن مساحة قارة أمريكا الشمالية، ويزيد تآكل الأوزون من احتمالات زيادة التعرض لحدة الأشعة فوق البنفسجية، الأمر الذي يضر بعملية التمثيل الضوئي التي يقوم بها النبات، ويهدد سلامة البشر، ويسهم في ارتفاع في حرارة الجو مما يهدد بكوارث طبيعية لا يعلم مداها إلا الله سبحانه وتعالى.
ووجد أن إسراف البشر في استخدام مركبات الكلوروفلورو كربون من ضمن الأسباب الرئيسية لهذا التآكل، وهي مركبات غازية صناعية تستخدم بغزارة في إنتاج جميع أنواع الثلاجات، وأجهزة التكييف والمنظفات الصناعية ومواد التجميل، واستخدمت الدول الصناعية هذه المركبات الغازية منذ سنوات عديدة قبل أن تعرف مخاطرها، وبدأت الدول النامية في استخدامها بغزارة لسهولة الحصول عليها ورخص أسعارها.


الصفحة التالية
Icon