﴿أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ [الأنبياء: ٤٤].
تقبل المفسرون من رجال الدين التفسير العلمى على أساس احتمالين للتفسير:
"أ" فقد عرف أن سرعة انطلاق جزئيات الغازات المغلفة للكرة الأرضية، إذا ما جاوزت قوة جاذبية الأرض لها، فإنها تنطلق إلى خارج الكرة الأرضية بغير رجعة، وهذا يحدث بصفة مستمرة، فتكون الأرض في نقص مستمر لأطرافها، وقد حسبت السرعة اللازمة للخروج من الجاذبية الأرضية، ووجدت أنها تعادل ١١. ٢ كيلو مترا في الثانية، وحسبت سرعة انطلاق جزئيات بعض الغازات على درجة حرارة تعادل درجة حرارة تجمد الماء فوجدت:
"بالكيلو مترات في الثانية" ١. ٨ للهيدروجين، ١. ٣ للهليوم ٠. ٠٦ لبخار الماء، ٠. ٥ لنتروجين، ٠. ٤٥ للأكسجين، ٠. ٤ لثاني أكسيد الكربون، وحسبت السرعات عند رفع درجة الحرارة ١٠٠ درجة مئوية، فوجد أنها زادت بمقدار ١٧%، وعند درجة حرارة ٥٠٠ مئوية زادت السرعة ٦٨٠%.
وعلى أساس تفاوت السرعة بين الغازات، استنتج العلماء أن الأرض قد فقدت منذ ولدت، من جوها، الكثير من الغازات الأقل كثافة والأكثر سرعة مثل الهيدروجين والكثير من الهيليوم؛ بينما ظلت الغازات الأخرى الأكثر كثافة، والأقل سرعة باقية في الغلاف الجوي حتى الآن مثل النتروجين والأكسجين وبخار الماء.
"ب" أن الأرض ليست كاملة الاستدارة، ولم يتمكن العلماء من قياس أبعاد الأرض بالدقة إلا منذ ٢٥٠ سنة تقريبًا، عندما قام أخصائيون في علم المساحة بقياس المسافة الطولية بين عرضين متساويين في الطول تفصلهما درجة واحدة قوسية، وذلك في مختلف أنحاء العالم، وتبين من القياسات أن نصف القطر الاستوائي يزيد على نصف القطر القطبي بمقدار ١٣. ٣٣ ميلا تقريبا، أي أن الأرض أنقصت من أطرافها ممثلة في القطبين، وبلغة أخرى للأرقام فهناك نقص مقداره ٤١. ٧٣ ميلا لمحيط الكرة الأرضية مروا بالقطبين "٥٨٩. ٨٢ ٢٤ ميلا"