الكناية إلى الفضة لأنها الأغلب والأعم وإلى التجارة لأنها الأفضل والأهم... وَإِنَّها واحد منهما، أراد بأن كل خصلة منهما لَكَبِيرَةٌ وقيل: رد الكناية إلى كل واحد منهما قال تعالى:
وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً «١» ولم يقل: آيتين، أراد: جعلنا كل واحد منهما آية.
حسن من علم يزينه حلم | ومن ناله قد فاز بالفرج |
وقال آخر:
لكل همّ من الهموم سعة | والمسى والصبح لا فلاح معه «٢» |
وقال الشاعر وهو حسّان:
إنّ شرخ الشباب والشعر الأسود | ما لم يعاص كان جنونا «٤» |
ردّ الكناية إلى الاستعانة، معناه: وأن الاستعانة بالصبر والصلاة لكبيرة ثقيلة شديدة إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ يعني المؤمنين، وقال ابن عباس: يعني المصلّين. الوراق: العابدين المطيعين.
مقاتل بن حيان: المتواضعين، الحسن: الخائفين. قال الزجاج: الخاشع الذي يرى أثر الذل والخنوع عليه، وكخشوع الدار بعد الإقواء، هذا هو الأصل «٥».
وقال النابغة:
رماد ككحل العين ما أن تبينه | ونؤي كجذم الحوض أثلم خاشع |
وقال دريد بن الصمة:
فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج | سراتهم في الفارسي المسرّد «٧» |
(١) سورة المؤمنون: ٥٠.
(٢) شرح الرضي على الكافية: ٤/ ٤٩٤ وفيه: لا بقاء معه.
(٣) سورة التوبة: ٦٢.
(٤) الصحاح: ١/ ٤٢٤.
(٥) تفسير القرطبي: ١/ ٣٧٤.
(٦) سورة الحاقة: ٢١.
(٧) الصحاح: ٦/ ٢١٦٠.
(٢) شرح الرضي على الكافية: ٤/ ٤٩٤ وفيه: لا بقاء معه.
(٣) سورة التوبة: ٦٢.
(٤) الصحاح: ١/ ٤٢٤.
(٥) تفسير القرطبي: ١/ ٣٧٤.
(٦) سورة الحاقة: ٢١.
(٧) الصحاح: ٦/ ٢١٦٠.