مقدمة المصنف
كتاب الكشف والبيان للإمام الهمّام أستاذ الأساتذة أبو إسحاق أحمد المعروف بالإمام الثعلبي. وهذه النسخة الشريفة في غاية الصحة، والإمام المذكور علم في اللغات والأدبيّات والسمعيّات والتصوّف حتى إنّه (قدس سره) كان معاصرا للسلمي صاحب الطبقات وأخذ عنه التصوّف والحديث لأنّه (قدس سره) كان من كبار المحدّثين، كما أنّه من كبار الصوفيّة.
وأنا الفقير إلى الله الغني عبد الله بن عثمان بن موسى المعروف بمسنجر زاده ناله الحسنى وزاده بمنّه وكرمه.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ربّ أعن وتمّم قال الأستاذ الإمام أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي (رضي الله عنه) : بحمد الله يفتتح الكلام، وبتوفيقه يستنجز المطلب والمرام، ونسأله أن يصلّي على محمد خير الأنام، وعلى آله الكرام وأصحابه نجم الظلام [بحقّ] الملك السلام.
أما بعد:
فإنّ الله عزّ وجلّ أكرمنا بكريم كتابه وأنعم علينا بعظيم [مطلبه] في القرآن، وجعله مهيمنا على الكتب والأديان، أمر فيه بالحكمة وزجر وأعذر الحجّة وأنذر. ثم لم يرض منا [نسخه] ولا إقامة كلماته دون العمل بمحكماته ولا تلاوته وقراءته دون تدبّر آياته والتفكر في بيناته، وتعلّم حقائقه ومعانيه، وتفهّم دقائقه ومبانيه فقيّض له رجالا موفقين حتّى صنّفوا فيه المصنّفات، وجمعوا علومه المتفرّعات.
وإني مذ فارقت المهد إلى أن بلغت الأشدّ اختلفت إلى ثقات الناس، واجتهدت في الاقتباس من هذا العلم الذي من الدين أساس والعلوم الشرعية الرأس. «١».. الظلام بالضياء

(١) بياض في المخطوط.


الصفحة التالية
Icon