صالح، أخبرنا خارجة عن سعيد عن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن قال: «والله، ما أنزل الله آية إلّا وهو يحب أن نعلم فيم أنزلت، وما معناها».
وقال الحسن: «علم القرآن لم يعلمه إلّا الذكور من الرجال».
وسمعت الحسن بن محمد يقول: سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي يقول: سمعت العباس بن حمزة يقول: سمعت ابن أبي الجوزي يقول: حدّثنا أبو نصر سعيد الرملي قال: أتينا الفضيل بن العياض بمكّة، فسألناه أن يملي علينا فقال: «ضيّعتم كتاب الله وطلبتم كلام فضيل وابن عيينة؟! ولو تفرّغتم لكتاب الله تعالى لوجدتم فيه شفاء لما تريدون».
قلنا: قد تعلّمنا القرآن! قال: «إن في تعلم القرآن شغلا لأعماركم وأعمار أولادكم وأولاد أولادكم» «١». قلنا: كيف؟ قال: «لن تعلموا القرآن حتى تعرفوا إعرابه، ومحكمه ومتشابهه، وحلاله وحرامه، وناسخه ومنسوخه. فإذا عرفتم ذلك استغنيتم عن كلام فضيل وابن عيينة، ثم قال: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ... يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ «٢».
وروى مؤمل بن إسماعيل عن سفيان الثوري أنه قال: «أفنينا عمرنا في الإيلاء والظهار ونبذنا كتاب الله وراء ظهورنا فماذا نقول لربّنا في المعاد؟».
[لغة] التفسير:
سمعت أبا القاسم الحسن بن محمد بن الحسن المفسّر يقول: سمعت أبا بكر محمد بن علي بن إسماعيل القفال يقول: سمعت أبا بكر محمد بن الحسن البريدي يقول:
[أمّا التفسير في اللغة فهو راجع إلى معنى الإظهار والكشف، وأصله في اللغة من التفسرة، وهي القليل] «٣» من الماء الذي ينظر فيه الأطباء، فكما أن الطبيب بالنظر فيه يكشف عن علة المريض فكذلك المفسّر يكشف عن بيان موطنها وشأن الآية وقصصها، ومعناها والسبب الذي نزلت فيه».
وسمعت الحسن بن محمد يقول: سمعت أبا سعد محمد بن سعيد الفارسي يقول: سمعت أبا بكر محمد بن محمد بن القاسم الأنباري يقول: سمعت أحمد بن محمد [الخارزنجي] يقول:
هو من قول العرب: فسرت الفرس إذا ركّضتها مصورة لينطلق حصيرها، وهو يؤول إلى أنّما قد سمعته يقول: سمعت أبا حامد أحمد بن محمد الخارزنجي يقول: من [علوت] «٤» من سفر مثل جذب وحيد وبيت الماء وبصق ووسع لفحل الناقة وبغاها. تقول العرب: فسّرت الناقة، إذا سيّرتها حتى زال شعرها، وظهر جلدها. وأنشدوا فيه لبعض الهذليين:
(٢) سورة يونس: ٥٧.
(٣) زيادة من البرهان للزركشي لتقويم النص: ٢/ ١٤٧.
(٤) الموجود في الأصل: عادت.