يجمع ذلك كلّه ثم ملهوزا ثم كهلا ثم أشمط ثم شيخا ثم أشيب ثم حوقلا ثم صفتانا ثم هرما ثم ميتا، فهذا معنى قوله سبحانه وتعالى: لَتَرْكَبُنَّ.
طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ والطبق في اللغة الحال، قال الأقرع بن حابس:
إني امرؤ قد حلبت الدهر أشطره | وساقني طبق منه الى طبق «١» |
فلست أصبو الى خل يفارقني | ولا تقبض أحشائي من الفرق |
الصبر أجمل «٢» والدنيا مفجعة | من ذا الذي لم يذق من عيشه رنقا |
إذا صفا لك من مسرورها طبق | أهدى لك الدهر من مكروهها طبقا «٣» |
تحويل الحالات وعجز القوة وضعف الأركان وقهر المنّة وفسخ العزيمة. سمعت أبا القاسم المفسّر يقول: سمعت أبا الفضل أحمد بن محمد بن حمدون النّسوي يقول: سمعت أبا عبد الرحمن الأرزياني يقول: دخل أبو الفم علي بن محمد بن زيد العلوي بطبرستان عائدا فأنشأ يقول:
إني اعتللت ولا كانت بك العلل | وهكذا الدّهر فيه الصاب «٤» والعسل |
إنّ الذي لا تحل الحادثات به | ولا يغير فيه الله لا الرجل |
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن يوسف بقراءتي عليه قال: أخبرنا مكّي قراءة عليه سنة تسع عشر وثلاثمائة قال: حدّثني محمد بن يحيى قال: وفيها قرأ علي بن عبد الله بن نافع المدنيّ وحدّثني مطرف بن عبد الله عن مالك بن أنس عن عبد الله بن زيد مولى الأسود بن سفيان عن
(١) تفسير القرطبي: ١٩/ ٢٨٠.
(٢) في المصدر: أحمد.
(٣) الرنق الكدر، واليتان في مجمع البيان: ١٠/ ٣٠٣.
(٤) الصاب: العلقم وهو شجر مرّ.
(٢) في المصدر: أحمد.
(٣) الرنق الكدر، واليتان في مجمع البيان: ١٠/ ٣٠٣.
(٤) الصاب: العلقم وهو شجر مرّ.