ألم تر بخس الشتاء القطيع | يتلوه سعد الربيع البديع |
إن يكن نالك الزمان ببلوى | عظمت شدّة عليك وجلّت |
وتلتها قوارع باكيات | سئمت دونها الحياة وملّت |
فاصطبر وانتظر بلوغ مداها | فالرزايا إذا توالت تولّت |
وإذا أوهنت قواك وحلّت | كشفت عنك جملة فتخلّت |
إذا الحادثات بلغن المدى | وكادت تذوب لهنّ المهج |
وحلّ البلاء وقلّ الرجاء | فعند التناهي يكون الفرج «١» |
توقع إذا ما عرتك الخطوب | سرورا [يسيّرها] عنك قسرا |
وأخبرنا محمد بن عبوس قال: حدّثنا محمد بن يعقوب قال: حدّثنا محمد بن الحميم قال: حدّثني الفراء قال: حدّثني قيس بن الربيع، عن أبي حصين قال: مرّ شريح برجلين يصطرعان فقال: ليس بهذا أمر الفارغ، إنما قال الله عزّ وجلّ: فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ. قال الفراء: فكأنّه في قول شريح: إذا فرغ الفارغ من الصلاة أو غيرها.
وقوله فَانْصَبْ من النصب، وهو التعب والدأب في العمل، وقيل: أمره بالقعود للتشهد إذا فرغ من الصلاة والانتصاب للدعاء. عن حيان، عن الكلبي: إذا فرغت من تبليغ الرسالة،
(١) تفسير القرطبي: ٩/ ٢٢٠.