لجّ ظلاما في نهار لسانه | ويفهم عمّن قال ما ليس يسمع |
اخذه وما شجرات نابتات بفقره | إذا قطعت حارت مطايا الأصابع |
لهن بكاء العاشقين ولونهم | سوى أيّها يبكن سود المدامع |
هذا هو البيت الأول للبيتين التاليين.
يناط نحدّه الأفراد طرّا | يمحي بعض خلق أو ممات |
بمشيه حيّة وبلون جان | وجرم متيم وشيما الطيبات «١» |
جمع الكتبة ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ يعني أنّك لا تكون مجنونا وقد أنعم الله عليك بالنبوّة. وقيل: بعصمة ربّك.
وقيل: هو كما يقال: ما أنت بمجنون والحمد لله. وقيل: معناه ما أنت بمجنون والنعمة لربّك كقولهم: سبحانك اللهمّ وبحمدك، أي والحمد لك. وقال لبيد:
وأفردت في الدنيا بفقد عشيرتي | وفارقني جار بأربد نافع «٢» |
وقال النابغة:
لم يحرموا حسن الغداء وأمّهم | طفحت عليك بناتق مذكار «٣» |
وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ غير مقطوع ولا منقوص من قولهم: حبل منين إذا كان غير متين.
وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ قال ابن عباس ومجاهد: دين عظيم، وقال الحسن: كان خلقه آداب القرآن،
ونقلت عائشة عن خلق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ورضي عنها فقالت: كان خلقه القرآن.
وقال قتادة: هو ما كان يأتمر به من أمر الله وينتهي عنه من نهي الله، وقال جنيد: سمي خلقه عظيما لأنّه لم يكن له همّة سوى الله.
وقال الواسطي: لأنّه جاد بالكونين عوضا عن الحقّ. وقيل: لأنّه عاشرهم بخلقه وزايلهم
(١) كذا في المخطوط.
(٢) تفسير القرطبي: ١٨/ ٢٢٦ مورد الآية.
(٣) تفسير القرطبي: ١٨/ ٢٢٦.
(٢) تفسير القرطبي: ١٨/ ٢٢٦ مورد الآية.
(٣) تفسير القرطبي: ١٨/ ٢٢٦.