إنما النّحويّ في مجلسه كشهاب ثاقب بين السّدف
يخرج القرآن من فيه كما تخرج الدّرة من بين الصّدف
وأنشد أبو الحسن الكسائي: «١»
إنما النحو قياس يتّبع وبه في كل أمر ينتفع
فإذا ما أبصر النحو الفتى مرّ في المنطق مرّا فاتسع
واتّقاه كلّ من جالسه من جليس ناطق أو مستمع
وإذا لم يبصر النحو الفتى هاب أن ينطق جبنا «٢» فانقمع
فتراه ينصب الجرّ وما كان من نصب ومن جرّ «٣» رفع
يقرأ القرآن لا يعرف ما صرّف الإعراب فيه وصنع
وإذا يبصره «٤» يقرؤه وإذا ما شكّ في حرف رجع
ناظرا فيه وفي إعرابه فإذا ما عرف الحقّ «٥» صدع
سبح اسم ربّك الأعلى
(١) هو أبو الحسن علي بن الكسائي إمام في اللغة والنحو والقراءة، من أهل الكوفة وكانت وفاته سنة تسع وثمانين ومائة (١٨٩ هـ) (إنباه الرواة: ٢: ٢٥٦).
(٢) في إنباه الرواة (٢: ٢٦٧) :«فانقطع».
(٣) رواية البيت في إنباه الرواة:
فتراه ينصب الرفع وما كان من نصب ومن خفض رفع
(٤) في إنباه الرواة: «يعرفه».
(٥) في إنباه الرواة: «اللحن».


الصفحة التالية
Icon