وأما قوله: (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ- إلى قوله- يَسِيرٌ) «١».
فقد قال أبو علي: يجوز أن يكون «في» ظرفاً ل «أصاب» ول «مصيبة» أيضاً. يؤكد ذلك ويحسنه دخول «لا» في قوله:
(وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ) فصار بمنزلة: ما مررت برجل ولا امرأة. ويجوز أن يكون صفة للنكرة.
وقوله: (وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ) «٢» صفة أخرى لها. فيحتمل على ذلك أن يكون موضعه جراً على لفظ «مصيبة» رفعاً على الموضع.
وجاز دخول «لا» هنا وإن لم يكن الكلام على هذا التأويل نفياً لأنه لما كان معطوفاً على ما هو منفي في المعنى، حمل عليه، كقوله:
يحكى علينا إلا كواكبها «٣» وكذلك قوله: (فِي الْأَرْضِ) «٤» لما كان صفة لمنفى حمل الأمر على معناه. وإن شئت قلت إن «لا» زائدة. والأول أبين، لأن الحمل على معنى [لا] «٥» قد كثر. قالوا: إن أحدا لا يقول ذاك إلا زيد.
(٣) عجز بيت لعدي بن زيد العبادي أو صدره:
فى ليلة لا ترى بها أحدا
(٥) تكملة يقتضيها السياق.