وقيل: ظلمة صلب الأب، ثم بطن الأم، ثم الرحم.
فمن قرأ: (سَحابٌ ظُلُماتٌ) «١» بالرفع، أي: هذه ظلمات.
ومن جر (ظلمات) ونون (سحاباً) كان بدلاً من ظلمات الأولى، ومن ذلك قوله تعالى: (سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً) «٢»، والمعنى على الصوت، لأن التغيظ لا يسمع.
ومثله: (وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ) «٣» كقوله تعالى: (أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ) «٤» أي: جزاء أعمالهم، كقوله تعالى: (عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا) «٥» أي: جزاء ما كسبوا.
ومثله: (إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا) «٦» تقديره: إنما مثل متاع الحياة الدنيا كمثل ماء. يدلك على ذلك قوله تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ) «٧».
وقال: (مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمى) «٨» أي: كمثل الأعمى، وكمثل السميع، هل يستويان مثلا، أي ذوي مثل.
وقال الله تعالى: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا) «٩» أي: مثل رجل، (مَثَلًا قَرْيَةً) «١٠»، أي: مثلا مثل قرية. و (مَثَلًا رَجُلَيْنِ) «١١» أي مثلا مثل رجلين.

(١) النور: ٤٠.
(٢) الفرقان: ١٢.
(٣) الفرقان: ٢٣.
(٤) محمد: ١ و ٨.
(٥) البقرة: ٢٦٤.
(٦) محمد: ٣٦. [.....]
(٧) الجمعة: ٥.
(٨) هود: ٢٤.
(٩) الزمر: ٢٩.
(١٠) النحل: ١١٢.
(١١) النحل: ٧٦.


الصفحة التالية
Icon