وقوله: (لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ) «١».
«تربص» مرتفع بالابتداء. وقوله «للذين يؤلون» خبره. والجار في «من نسائهم» متعلق بالظرف، كما تقول: لك مني درهم. ولا يتعلق ب «يؤلون»، أعنى «من» لأنه يقال: حلف على كذا، وآلى عليه.
وما يقوله الفقهاء: آلى من امرأته، فإنهم نظروا إلى ظاهر هذه الآية.
(فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ) «٢» يرتفع «نار» بالظرف على المذهبين، لأنه جرى وصفاً على «الإعصار».
وأما قوله تعالى: (وَقالَ ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَمُرْساها) «٣».
فقوله «باسم الله» يجوز أن يكون حالاً من الشيئين، من الضمير الذي في قوله «اركبوا». ومن الضمير الذي [في] [فيها] «٤». فإن جعلت قوله «باسم الله مجريها»، رافعاً ل «مجريها» على المذهبين، لم يكن إلا جملة في موضع الحال من الضمير الذي في «فيها».
ولا يجوز أن يكون من الضمير في قوله: «اركبوا» لأنه/ لا ذكر فيه يرجع إلى الضمير، لارتفاع الظاهر به، ولم يكن إلا حالاً من الهاء المجرورة، لمكان الهاء المتصل ب «مجريها».
ويجوز أن يكون من الضمير في «اركبوا»، وكأن المعنى: اركبوا
(٢) البقرة: ٢٦٦.
(٣) هود: ٤١.
(٤) تكملة يقتضيها السياق.