ومن أجاز إضمار الفاء واستدل بقوله: (وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) «١» جاز أن يرتفع «هم» على قوله بالابتداء، والتقدير: فهم ينتصرون، إلا أنه حذف الفاء «٢».
وهو على تقدير العربية أن يكون صفة «٣» للضمير المنصوب في «أصابهم»، وليس بالقوي في المعنى «٤».
ألا ترى أن البغي إذا أصابهم هم، أو أصاب أصحابهم، وجب عليهم الانتصار لهم، كما يجب انتصارهم لأنفسهم.
وإنما قلنا قياس قول سيبويه رفع قوله «هم» بمضمر، لأنه قد قال في قوله «إن يأتني زيد يضرب» : إنه يرتفع بفعل مضمر يفسره «يضرب»، ولا فصل بين «إذا» و «إن».
ووصل «الذين» ب «إذا» يدل على صحة ما ذهب إليه من قوله: أزيد إذا أتاك يضرب إذا جعلته جوابا ولم تقدر به التقديم- وإن ذلك كان إذا كانت خبر مبتدأ/ مضمر يفسره «يضرب»، ولا فصل بين «إذا» و «إن»، ووصل «الذين» ب «إذا» يدل على صحة ما ذهب إليه من قوله:
أزيد إذا أتاك يضرب- إذا جعلته جوابا ولم تقدر به التقديم، وإن ذلك كان إذا كانت خبر مبتدأ مضمر أو صلة تشبّه ب «إن»، كما شبهت «إذا» أيضاً بها في قول من جازى بها في الشعر.
ولا يجوز ذلك في «حين»، ولا في غير الأسماء التي تتضمن معنى الشرط والجزاء.

(١) الأنعام: ١٢١.
(٢) وهذا هو الوجه الثاني في «هم».
(٣) وهذا هو الوجه الثالث في «هم».
(٤) البحر المحيط (٧: ٥٢٢) :«توكيدا».


الصفحة التالية
Icon