في موضع نصب على خبر ليس أو على الظرف. وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ مفعولان ولم تنصرف مريم لأنه اسم مؤنث معرفة وهو أيضا أعجميّ. وَذُرِّيَّتَها عطف على الهاء والألف.
[سورة آل عمران (٣) : آية ٣٧]
فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (٣٧)
فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ مصدر تقبّل تقبّل إلّا أن معنى تقبّل وقبل واحد فالمعنى فقبلها ربّها بقبول حسن ونظيره «١» :[الرجز] ٧٦-
وقد تطوّيت انطواء الحضب «٢»
لأن معنى تطوّيت وانطويت واحد. قال أبو جعفر: الحضب الحيّة ومثله للقطامي: [الوافر] ٧٧-
وليس بأن تتّبعه اتّباعا «٣»
وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً ولم يقل: إنباتا لأنه لما قال: أنبتها دلّ على نبت كما قال:
[الطويل] ٧٨-

فصرنا إلى الحسنى ورقّ كلامنا ورضت فذلّت صعبة أيّ إذلال «٤»
وإنما مصدر ذلّت ذلّ ولكنه قد دلّ على معنى أذللت، وقرأ مجاهد فَتَقَبَّلَها بإسكان اللام على الطلب والمسألة رَبُّها نداء مضاف وَأَنْبَتَها بإسكان التاء وَكَفَّلَها «٥» بإسكان اللام زكرياء بالمدّ والنصب، وقرأ الكوفيّون وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا
(١) الشاهد لامرئ القيس في ديوانه ص ٣٢، وخزانة الأدب ٩/ ١٨٧، وشرح شواهد المغني ١/ ٣٤١، ولسان العرب (روض)، والمقتضب ١/ ٧٤، وبلا نسبة في المحتسب ٢/ ٢٦٠.
(٢) الشاهد لرؤبة في ديوانه ص ١٦، ولسان العرب (حضب)، والدرر ٣/ ٥٩، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٢٩١، وشرح المفصّل ١/ ١١٢، والكتاب ٤/ ١٩٦، وتهذيب اللغة ٤/ ٢٢٠، وتاج العروس (حضب)، وبلا نسبة في لسان العرب (طوى)، وهمع الهوامع ١/ ١٨٧، والمخصص ٨/ ١١٠ و ١٠/ ١٨٢، وبعده:
«بين قتادة ردهة وشقب»
(٣) الشاهد للقطامي في ديوانه ص ٣٥، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٣٣٢، والشعر والشعراء ٢/ ٧٢٨، والكتاب ٤/ ١٩٥، ولسان العرب (تبع)، وبلا نسبة في أدب الكاتب ص ٦٣٠، والأشباه والنظائر ١/ ٢٤٥، وجمهرة الأمثال ١/ ٤١٩، وشرح المفصّل ١/ ١١١، والمقتضب ٣/ ٢٠٥. وصدره:
«وخير الأمر ما استقبلت منه»
(٤) الشاهد لامرئ القيس في ديوانه ص ٣٢، وخزانة الأدب ٩/ ١٨٧، وشرح شواهد المغني ١/ ٣٤١، ولسان العرب (روض)، والمقتضب ١/ ٧٤، وبلا نسبة في المحتسب ٢/ ٢٦٠.
(٥) انظر القراءات المختلفة في البحر المحيط ٢/ ٤٦٠.


الصفحة التالية
Icon