[الأعراف: ١٥٥] أي من قومه. وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ مبتدأ وخبر.
[سورة البقرة (٢) : آية ٣٠]
وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ (٣٠)
وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ قال أبو عبيدة «١» : إِذْ اسم، وهو ظرف زمان ليس مما يزاد. قال أبو إسحاق «٢» ذكر الله عزّ وجلّ خلق الناس وغيرهم فالتقدير: ابتدأ خلقهم «إذ قال ربّك». لِلْمَلائِكَةِ خفض باللّام والهاء لتأنيث الجماعة. إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ الياء في موضع نصب جاعل خبر إنّ. والأصل إنني حذفت النون لاجتماع نونين فِي الْأَرْضِ خفض بفي. خَلِيفَةً نصب بجاعل، ولا يجوز حذف التنوين للفصل ولو وليه المفعول لجاز حذف التنوين. «خليفة» يكون بمعنى فاعل أي يخلف من كان قبله من الملائكة في الأرض أو من كان قبله من غير الملائكة كما روي ويجوز أن يكون «خليفة» بمعنى مفعول أي يخلف كما يقال ذبيحة بمعنى مفعولة. قالُوا أَتَجْعَلُ فقل مستقبل. فِيها مَنْ يُفْسِدُ في موضع نصب بتجعل والمفعول الثاني يقوم مقامه «فيها» «يفسد» على اللفظ، ويجوز في غير القرآن يفسدون على المعنى.
وَيَسْفِكُ «٣» عطف عليه، وروي عن الأعرج وَيَسْفِكُ الدِّماءَ «٤» بالنصب يجعله جواب الاستفهام بالواو. وواحد الدماء دم ولا يكون اسم على حرفين إلا وقد حذف منه والمحذوف منه ياء وقد نطق به على الأصل قال الشاعر: [الوافر] ١٣-
فلو أنّا على حجر ذبحنا | جرى الدّميان بالخبر اليقين «٥» |
(٢) انظر إعراب القرآن ومعانيه للزجاج ٣٠.
(٣) هذه قراءة الجمهور، انظر البحر المحيط ١/ ٢٩٠.
(٤) هذه قراءة ابن هرمز، انظر البحر المحيط ١/ ٢٩٠.
(٥) الشاهد للمثقّب العبدي في ملحق ديوانه ص ٢٨٣، والأزهية ١٤١، والمقاصد النحوية ١/ ١٩٢، ولعلي بن بدال في أمالي الزجاجي ص ٢٠ وخزانة الأدب ١/ ٢٦٧، وشرح شواهد الشافية ص ١١٢، وللمثقب أو لعلي بن بدال في خزانة الأدب ٧/ ٤٨٢، وبلا نسبة في الإنصاف ١/ ٣٥٧، وجمهرة اللغة ص ٢٨٦، ورصف المباني ص ٢٤٢، وسرّ صناعة الإعراب ١/ ٣٩٥، وشرح الأشموني ٣/ ٦٦٩، وشرح شافية ابن الحاجب ٢/ ٦٤، وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٨١، وشرح المفصل ٤/ ١٥١، والمقتضب ١/ ٢٣١، والمقرّب ٢/ ٤٤.