وقد نشأ إعراب القرآن مع نشوء علم النحو وتطوّره، ثم أخذ يستقل شيئا فشيئا حتى صار غرضا قائما بذاته. علما أن مباحث النحو اعتمدت بشكل أساسي على شواهد القرآن الكريم، إلى شواهد الشعر الجاهلي وصدر الإسلام، لتقعيد قواعدها وتأييد مذاهبها. والعلماء الذين اشتغلوا بالكشف عن وجوه إعراب القرآن كانت لهم اتجاهات مختلفة: فبعضهم جمع بين أوجه القراءات والإعراب مثل الفرّاء في «معاني القرآن» وابن جنّي في «المحتسب» وابن فارس في «الحجة». ومنهم من اقتصر على إعراب مشكله مثل مكّي، أو إعراب غريبه كابن الأنباري في كتابه «البيان في إعراب غريب القرآن». ومنهم من انتقى فأعرب سورا وأجزاء كابن خالويه. ومنهم من اختار ظاهرة محددة مثل الألفاظ التي تقرأ بالتثليث (بالضمة والفتحة والكسرة) كما فعل أحمد ابن يوسف الرعيني الأندلسي في كتابه «تحفة الأقران في ما قرئ بالتثليث من القرآن».
ومنهم من أعربه كله كالعكبري.
وأشهر من صنّف في إعراب القرآن والقراءات في بابين مستقلين أو في باب واحد هم على التوالي:
١- يحيى بن زياد الفرّاء المتوفى سنة ٢٠٧ هـ: «إعراب القرآن» في أوجه القراءات والإعراب.
٢- أبو مروان عبد الملك بن حبيب المالكي القرطبي المتوفى سنة ٢٣٩ هـ: «إعراب القرآن» و «الواضحة في إعراب الفاتحة».
٣- أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني (٢٤٨ هـ) :«إعراب القرآن» و «كتاب القراءات».
٤- أبو العباس محمد بن يزيد المبرّد (٢٨٦ هـ) :«إعراب القرآن» و «احتجاج القرّاء».
٥- أبو العباس أحمد بن يحيى المعروف بثعلب (٢٩١ هـ) :«غريب القرآن» و «كتاب إعراب القرآن» و «كتاب القراءات».
٦- أبو البركات عبد الرحمن بن أبي سعيد الأنباري (٣٢٨ هـ) :«البيان في إعراب غريب القرآن».
٧- أحمد بن محمد بن إسماعيل المرادي المصري، أبو جعفر النحّاس، (٣٣٨ هـ) :
«إعراب القرآن»، وهو كتابنا هذا.
٨- إبراهيم بن السري بن سهل، أبو إسحاق الزجّاج (٣١١ هـ) :«إعراب القرآن» و «مختصر إعراب القرآن ومعانيه».